Tuesday, January 29, 2019

لقدس الشريف

القدس الشريف

المعركة الأولى للعثمانيين في الدفاع عن القدس سحق الأتراك أولًا، ثم احتلال القدس، كان هذا شعار الحملة الصليبية بقيادة سيغموند ملك المجر في عام 798 للهجرة ضد العثمانيين، حين كان السلطان بيازيد الأول يوسع حدود دولته غربًا، مقتربًا من القسطنطينية عاصمة البيزنطيين. أعدّ الصليبيون هذه الحملة لإضعاف الدولة العثمانية، وليصلوا إلى القدس، فالتقى الجيشان في معركة نيكوبولي وهُزِمَ جيش الروم وأُسِرَ الكثير من أمرائهم. سيطرة العثمانيين على القدس انشغل العثمانيون زمنًا طويلًا بالفتوحات في أوروبا، غير أن السلطان سليم الأول نظر خلفه إلى العالم الإسلامي فرأى النفوذ الصفوي سيطر على العراق، والمماليك في مصر والشام بدؤوا يفقدون أهليتهم في قيادة المسلمين. زحف سليم الأول بقوّاته إلى حلب، والتقى في مرج دابق بقوات المماليك فانتصر عليهم في عام 923 للهجرة. وسار السلطان إلى القدس، وعزم على تجديد سور المدينة إلا أنّه توفي قبل ذلك فجدّدها ابنه. القدس في عهد السلطان سليمان القانوني رغم أن فتوحاته وصلت إلى أبواب فيينا، إلا أن السلطان سليمان القانوني اهتمّ بالقدس وعمّر جدران الحرم وأبوابه، وجدّد عمارة سور القدس، إضافة إلى أعمال أخرى في المدينة. وعَهِدَ السلطان سليمان القانوني بحراسة الدرب السلطاني بين القدس ويافا إلى أبي غوش في عام 928 للهجرة. مشكلات القدس في العهد العثماني مرّت القدس بعدة أزمات إما بسبب سوء النظام الإداري فيها أو ضعف الدولة العثمانية في أواخر عهدها. كان يهود القدس في العهد العثماني سلعة رائجة، فتذرّعت روسيا بحمايتهم في حين كانت تبيدهم على أرضها، كما تذرّعت بريطانيا بحمايتهم لتسهيل عملية الاستيطان الصهيوني التسلّلي. سعت فرنسا وإنكلترا إلى تغريب اليهود المحليين وتسلّل اليهود الأجانب، وبذلك تحوّل ولاء اليهود في الدولة العثمانية والعالم الإسلامي كله إلى دول أجنبية. سيطر محمد علي الكبير على القدس حَلُمَ محمد علي الكبير بتأسيس دولة تحت إمرته، فشارك المصريين في مقاومة الفرنسيين والإنجليز وفساد الولاة، فولّاه عُلماء مصر السلطة على البلاد في عام 1803 للميلاد. وجّه محمد علي أنظاره إلى بلاد الشام، وأرسل ابنه إبراهيم باشا في جيش قوي تمكن من السيطرة عليها ودخول القدس في عام 1831 لتصبح جزءًا من دولته. لم يكتفِ محمد علي بالجنود المصريين، ففرض إبراهيم باشا التجنيد الإجباري في الشام، وحاول تجريد الناس من أسلحتهم. فهبّت ثورة في القدس والخليل وغزة ويافا، ووقفت الدولة العثمانية في وجه أحلامه فانسحب بجيشه بعد عشر سنوات من دخولها. عودة القدس إلى العثمانيين في عهد السلطان عبد المجيد محمود الثاني كان عدد سكان القدس 20 ألف نسمة، منهم ألف مسيحي. نشبت حرب القرم في عام 1856 بين روسيا والدولة العثمانية، وانتصر فيها العثمانيون بمساعدة إنجلترا وفرنسا فكافأتهم برفع أعلامهما على دور القناصل في القدس. فثار أهالي القدس ضد واليها كامل باشا. في عهد السلطان عبد العزيز جرت في القدس الكثير من أعمال الإعمار، منها رصف الشوارع والأسواق بالبلاط، وزاد عدد سكانها إلى 68 ألف نسمة. القدس في عهد السلطان عبد الحميد الثاني أدرك السلطان عبد الحميد الثاني مساعي اليهود للاستيطان في فلسطين، فرفض مطالب الزعيم الصهيوني ثيودور هرتزل بفتح باب الهجرة إلى فلسطين. نقل نيولنسكي رأي السلطان عبد الحميد إلى هرتزل في 19 حزيران/ يونيو 1896 كما يلي: لا أقدر أن أبيع ولو قدمًا واحدة من البلاد، لأنها ليست لي بل لشعبي، لقد حصل شعبي على هذه الإمبراطورية بإراقة دمائهم، وسوف نغطيها بدمائنا قبل أن نسمح لأحد باغتصابها منا، لم يرضَ جيشنا بالتسليم وفضّل الموت في ساحة المعركة، ليحتفظ اليهود ببلايينهم، فإذا قسمت الإمبراطورية سيحصل اليهود على فلسطين بدون مقابل، إنما لن تقسم إلا على جثثنا، ولن أقبل بتشريحنا لأي غرض كان (ملف وثائق وأوراق القضية الفلسطينية: على محمد علي، الجزء الأول). وشرع السلطان قانونًا لا يسمح بدخول اليهود إلى فلسطين إلا حاجا أو زائرا مقابل دفع 50 ليرة تركية والتعهد بمغادرتها خلال 311 يوما. وأنشئت في عهده سكة حديدية بين يافا والقدس في عام 18922. إلا أن الأوروبيين  استغلوا ضعف الدولة العثمانية فتنافسوا على فتح قنصليات لهم في القدس، مما زاد من ربط القدس بالعالم الخارجي. وضع القدس في أواخر الحكم العثماني في صمت بعيد عن الضجيج العالي عند نهاية القرن التاسع عشر، تزايد الزحف اليهودي نحو القدس حتى بلغ عددهم 30 ألفًا في عام 1896، وارتفع إلى 90 ألفًا في عام 1912 ثم انخفض أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم ازداد من جديد. قامت جمعية الاتحاد والترقي بانقلاب في عام 1908 ضد السلطان عبد الحميد وأعلنت دستورًا جديدًا، وأزاحت السلطان ووضعت مكانه أخوه محمد رشاد الخامس. في عهد محمد رشاد خرجت القدس من جديد عن السيادة الإسلامية، حيث دخلها إدموند اللنبي بالجيش الإنجليزي في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر 1917، في نهايات الحرب العالمية الأولى. نهاية ارتباط فلسطين بالدولة العثمانية اشتعلت الساحة العالمية في عام 1914 بالحرب العالمية الأولى التي وقف فيها العثمانيون إلى جانب ألمانيا ضد بريطانيا وفرنسا وحلفائهما، واستسلمت تركيا للهزيمة في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1918. وفي باريس فرض المنتصر قراره، فقرر المجلس الأعلى لمؤتمر الصلح في كانون الثاني/ يناير 1919 عدم إعادة المقاطعات العربية المحتلة، ومنها فلسطين إلى الحكم العثماني ثانية. وفي نيسان/ أبريل من العام التالي قرر مجلس الحلفاء منح الانتداب على فلسطين لبريطانيا، وصادقت على ذلك عصبة الأمم في 24 تموز/ يوليو عام 1922. وتم فك الارتباط العثماني بفلسطين في معاهدة سيفر في 10 آب/ أغسطس 1920 التي قضت بإنهاء السلطة العثمانية في فلسطين. صدفة أم خطّة قديمة؟ وقبل مئة عام بالضبط 9 كانون الأول/ ديسمبر 1917 سقطت القدس بأيدي الإنجليز، وفي الشهر نفسه بعد مئة عام أعلن ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل، هل هي صدفة أو مخطط لها.

الامبراطورية العثمانية 1299 - 1922 م

(الامبراطورية العثمانية 1299 - 1922 م)
الدولة العثمانية او الدولة العلية العثمانية أو الخِلَافَةُ العُثمَانِيَّة هي إمبراطورية إسلامية أسسها عثمان الأول بن أرطغرل واستمرت قائمة لما يزيد عن 600 سنة وهي اعظم دول العجم المسلمين في التاريخ وثالث اكبر امبراطورية اسلامية بعد الخلافة الاموية والعباسية ودرع العالم الاسلامي لقرون
نشأت الدولة العُثمانية بداي كإمارة حدود تركمانية تعمل في خدمة سلطنة سلاجقة الروم وترد الغارات البيزنطية عن ديار الإسلام وبعد سقوط السلطنة سالفة الذكر استقلت الإمارات التركمانيَّة التابعة لها في الاناضول بما فيها الإمارة العثمانية التي قدر لها أن تبتلع سائر الإمارات التركمانية الاناضولية بمرور الوقت
عبر العثمانيون إلى أوروبا لأول مرة عام 1354م وخلال السنوات اللاحقة تمكن العُثمانيون من فتح أغلب البلاد البلقانية فتحولت إمارتهم الصغيرة إلى دولة كبيرة وكانت أول دولة إسلامية تتخذ لها موطئ قدم في البلقان كما قدر للعثمانيين أن يفتتحوا القسطنطينية العتيدة حاضرة الروم العنيدة التي استعصت على العرب والمسلمون الاوائل سنة 1453م وبذلك اسقطوا بقايا الإمبراطورية البيزنطية (الرومانية الشرقية) بعد أن عاشت أحد عشر قرنا ونيف وذلك تحت قيادة السُلطان محمد الفاتح الذي اخذ لقب قيصر الروم بعد فتحها
بلغت الدولة العثمانية ذروة مجدها وقوتها خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر فامتدت أراضيها لتشمل أنحاء واسعة من قارات العالم القديم الثلاثة أوروبا وآسيا وأفريقيا حيث خضعت لها كامل آسيا الصغرى وأجزاء كبيرة من جنوب شرق أوروبا وغربي آسيا وشمالي أفريقيا
وصل عدد الولايات العثمانية إلى 32 ولاية عام 1609 م وكان للدولة سيادة اسمية على عدد من الدول والإمارات المجاورة في أوروبا بعضها اقاليم مسيحية كالافلاق والبغدان "دولة رومانيا الحالية" وبعضها اقاليم مسلمة كخانية القرم التترية "جنوب اوكرانيا الحالية" والذي أضحى بعضها يشكل جزءا فعليا من الدولة مع مرور الزمن بينما حصل بعضها الآخر على نوع من الاستقلال الذاتي وقد كان العثمانيون يقاتلون في الجهات الاربع للزود عن بيضة عالم الاسلام
ففي غرب المتوسط وتحديدا في بلاد المغرب حررت الاساطيل العثمانية عشرات المدن من الاحتلال الاسباني والبرتغالي فقد انطلقت اساطيلهم تغزو شمال افريقيا بعد بدء من القرن السادس هشر الميلادي بعد سقوط اخر مماليك المسلمين بأيبيريا "غرناطة 1492" وعلى الرغم ان المهمة لم تكن سهلة فاسبانيا بدء من القرن الخامس عشر الميلادي وبداية عصر الاستكشاف للعالم الجديد صعدت سريعا لتصبح قوة بحرية عظمى ومع ذلك كبدهم العثمانيون خسائر فادحة خصوصا في عهد السلطان سليمان القانوني بل واغاروا على الشواطئ الاسبانية وحملوا على سفنهم عشرات الالاف من المسلمين الايبيريين الهاربين بدينهم من جحيم محاكم التفتيش الصليبية وفي تلك الفترة برز نجم قادة بحريين عثمانيين اذاقوا الاساطيل الاوروبية الويلات في معارك بحرية كبرى كمعركة بروزة 1538 م ومعركة جربة 1560 م
ومن ناحية اخر قاتل العثمانيون البرتغاليين في بحر العرب والمحيط الهندي الذين كانوا سيطروا على التجارة الدولية المارة عبر المحيطات ودعموا امبراطورية المغول المسلمين في الهند في صراعها ضد الاطماع البرتغالية وكذا دعموا تتار القرم في صراعهم ضد قوة الروس المتنامية وفي المقابل دعم تتار القرم العثمانيين في حروبهم في البلقان
وعندما ضم العثمانيون القاهرة سنة 1517م أسقطوا الدولة المملوكية بعد أن شاخت وتراجعت قوتها وبذلك تسلموا راية الخلافة من آخر الخلفاء العباسيين وهو الخليفة محمد المتوكل على الله ومنذ ذلك الحين أصبح سلاطين آل عثمان خلفاء المسلمين وبالتالي كان للدولة العثمانية سيادة على بضعة دول بعيدة كذلك إما بحكم كونها دولا إسلامية تتبع شرعا لسلطان آل عثمان كونه يحمل لقب "أمير المؤمنين" و"خليفة المسلمين" كما في حالة سلطنة آتشيه السومطرية التي أعلنت ولاءها للسلطان في سنة 1565م أو عن طريق الاستحواذ عليها لفترة مؤقتة كما في حالة جزيرة "أنزاروت" في المحيط الأطلسي والتي فتحها العثمانيون سنة 1585م
أضحت الدولة العثمانية في عهد السلطان سليمان الأول "القانوني" (حكم منذ عام 1520م حتى عام 1566م) قوة عظمى من الناحيتين السياسية والعسكرية وأصبحت عاصمتها القسطنطينية تلعب دور صلة الوصل بين العالمين الأوروبي المسيحي والشرقي الإسلامي كما كان لها سيطرة مطلقة على البحار المتوسط والأحمر والأسود
بنهاية عهد السلطان سالف الذكر الذي يعتبر عصر الدولة العثمانية الذهبي بدأت الدولة بالتراجع وان كان ببطأ فقد ظل العثمانيون مهيمنون في ميزان القوى العالمي حتى منتصف القرن السابع عشر على الاقل قبل قبل ان تتحالف اوروبا وتتوحد كما لم تتوحد من قبل فيما سمي بالحروب التركية العظمى (1683-1699 م) والتي تعتبر بحق الحرب العالمية الاولى والتي بدأت بقرار منفرد و متسرع وغير مدروس من الصدر الاعظم قرة مصطفى باشا بحصار فيينا عام 1683م وخيانة مزعومة من خان تتار القرم مراد كراي الذي امتنع عن تدمير الجسر الذي مرت عليها الجيوش الاوروبية بقيادة امبراطورية بولندا لتوانيا لفك الحصار عن فيينا وانتهى بكارثة مدوية فبعدها بدأت لأول مرة حركة التقهقر العثماني امام اوروبا وفقدت الدولة العثمانية مساحات شاسعة في اوروبا خصوصا في وسط اوروبا كالمجر وكرواتيا لصالح امبراطورية الرومان المقدسة الهسبورجية وميناء ازوف للروس الذين بفتحهم للجبهة الشمالية ودخولهم في الحلف الصليبي لأول مرة غيروا موازين القوى في الصراع وفقد العثمانيون ايضا اقليم بودوليا في غرب اوكرانيا لصالح الامبراطورية البولندية اللتوانية بل وفقد العثمانيون حتى جنوب اليونان (المورة) لفترة قصيرة لصالح البندقية لكن سرعان مااستردوه
بداية من سنة 1740م أخذت الدولة العثمانيَة في التراجع المطرد وعاشت فترة طويلة من الخمود والركود الثقافي والحضاري فيما أخذ خصومها يتفوقون عليها عسكريا وعلميا وفي مقدمتهم مملكة هابسبورغ النمساويَّة والإمبراطورية الروسية وعانت من خسائر عسكرية قاتلة على يد خصومها الأوروبيين والروس خلال أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر وتغلغلت القوى الأوروبية في البلاد العثمانية وتدخلت في شؤون الدولة وفرض بعضها الحماية على الأقليات الدينية مما أدى إلى ازدياد أوضاع الدولة سوءا
حثت هذه الحالة السلاطين العثمانيين كي يتصرفوا ويحاولوا انتشال السلطنة مما آلت إليه فكان أن أطلقت التنظيمات التي طالت الجيش والإدارة والتعليم وجوانب الحياة، فألبست الدولة حلة معاصرة وتماسكت وأصبحت أكثر قوة وتنظيما من ذي قبل رغم أنها لم تسترجع البلاد الي خسرتها لصالح الغرب وروسيا بل خسرت مزيدا منها وخصوصا في البلقان القلب النابض للدولة العثمانية
تحول نظام الحكم في الدولة العثمانية من الملكي المطلق إلى الملكي الدستوري في بدايات عهد السلطان عبد الحميد الثاني بعد أن افتتح المجلس العمومي وتمثلت فيه كل الولايات عن طريق نواب منتخبين ووضع هؤلاء دستورا للدولة لكن ما لبث الساطان أن عطل العمل بالدستور لأسباب مختلفة فعادت البلاد إلى النظام الملكي المطلق طيلة 33 سنة عرفت باسم "العهد الحميدي" الذي تميز بكونه آخر عهد سلطاني فعلي نظرا لأن عبد الحميد الثاني كان آخر سلطانٍ فعليٍ للدولة كون من تلوه كانوا مجردين من القوة السياسية
تميز العهد الحميدي بتوسع نطاق التعليم وازدياد المؤسسات التعليمية في الدولة وازدياد الانفتاح على الغرب كما برزت فيه المطامع الصهيونية بأرض فلسطين وظهرت الأزمة الأرمنية وقد أُعيد العمل بالدستور العثماني سنة 1908م وسيطر حزب الاتحاد والترقي على أغلب مقاعد البرلمان فعادت السلطنة للنظام الملكي الدستوري وبقيت كذلك حتى انهارت بعد عشر سنوات
شاركت الدولة العثمانية بالحرب العالمية الأولى إلى جانب الإمبراطورية الألمانية في محاولة لكسر عزلتها السياسية المفروضة عليها من قبل الدول الأوروبية منذ العهد الحميدي وعلى الرغم من تمكنها من الصمود على عدَة جبهات إلَا أنها عانت من الثورات الداخليَة التي أشعلتها الحركات القومية في الداخل ردًا على عنصرية حزب الاتحاد والترقي من جهة وبسبب التحريض الأجنبي من جهة أخرى وفي نهاية المطاف لم تتمكن السلطنة من الصمود بوجه القوى العظمى فاستسلمت للحلفاء سنة 1918م
انتهت الدولة العثمانية بصفتها السياسية بتاريخ 1 نوفمبر سنة 1922م وأزيلت بوصفها دولة قائمة بحكم القانون في 24 يوليو سنة 1923م بعد توقيعها على معاهدة لوزان وزالت نهائيًا في 29 أكتوبر 1923م
عند قيام الجمهورية التركية التي تعتبر حاليا الوريث الشرعي للدولة العثمانية كما أدى سقوط الدولة العثمانية إلى ولادة معظم دول الشرق الأوسط المعاصرة بعد أن اقتسمت المملكة المتحدة وفرنسا التركة العثمانية في العراق والشام بعد أن انتزعت منها سابقا مصر وبلاد المغرب وايضا ادى انحلال الدولة العثمانية الى ابادات وتطهير عرقي ومجازر واسعة النطاق لمسلمي البلقان البوشناق والالبان واليونان والبلغار وغيرهم
تركت الدولة العثمانية إرثا حضاريا غنيا في البلاد العربية وفي البلقان إذ دخلت عدة كلمات ومصطلحات تركية إلى اللغة العربية وغيرها من اللغات التي كانت شائعة في الدولة العثمانية وامتزجت مع المعاجم اللغوية المحلية وأصبحت بمرور الزمن تشكل جزءا مهمًا منها ونزلت الكثير من العائلات والأُسر التركية في البلاد العربية والأوروبية الشرقية وتمازجت مع أهلها وذابت في وسطهم بمرور الزمن وكان انتشار الإسلام في جنوب شرق اوروبا إحدى النتائج الحتمية للفتوحات العثمانية في تلك البلاد خصوصا في دول مثل البوسنة والهرسك وألبانيا ومقدونيا واقاليم ككوسوفو والسنجق وكلها يشكل فيها المسلمون اغلبيات او اكثريات كما ترك العثمانيون عدة آثار معمارية شهيرة في المشرق العربي والبلقان عدا عن تركيا نفسها كما دخلت عدة مأكولات ومشروبات تركية عثمانية إلى المطابخ البلقانية والعربية و بالمُقابل تأثرت الثقافة التركية بِالثقافتين العربية والفارسية بشكل كبير خلال هذه الفترة لدرجة أن 88% من مصطلحات اللغة التركية العثمانية كان ذو أصولٍ عربية وفارسية وكانت هذه اللغة سالفة الذكر ضحية سقوط الدولة العثمانية إذ زالت تدريجيًا بعد ذلك
ما أن قامت الجمهورية التركية بعد أن أزيلت منها اغلب المصطلحات الفارسية والعربية وطعمت بِمصطلحات تركية قديمة فتحولت إلى اللغة التركية المعاصرة ومع ذلك مازالت التركية تحوي بين طياتها اكثر من ستة الاف كلمة عربية نجت من الحملة الاتاتوركية على اللغة التركية

The Othman Empire Map

لا يتوفر وصف للصورة.